بسم الله الرحمن الرحيم
معاذ بن جبل رضي الله عنه :
معلومات شخصية
الاسم : معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجيّ.
الميلاد: 18 ق.هـ / يثرب
الوفاة: 18هـ (33 سنة).
الكنية: أبو عبد الرحمن
اللقب:إمام الفقهاء - كنز العلماء
مشكلة صحية: عرج
الزوجة: أم عمرو بنت خالد بن عمرو الخزرجية
الأب: جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ
الأم: هند بنت سهل الجُهنية
أقرباء: أخوه لأمه:عبد الله بن الجد بن قيس
- الحياة العملية:
الطبقة: صحابة
النسب: الخزرجي الأنصاري
التلامذة المشهورون: أنس بن مالك
المهنة : مُحَدِّث، وحافظ ، وفقيه
مجال العمل : الفقه، وعلم التفسير
- الخدمة العسكرية :
المعارك والحروب: المشاهد كلها -الفتح الإسلامي للشام .
لا ينطقون إلا بالطيب من الكلام فمهم روضة ولسانهم ريحانة لا ينثر إلا الجمال يمسكون لجام أنفسهم عند الغضب فلا تراهم إلا مبتسمين إنهم الصحابة رضي الله عنهم ،ونودع بين أيديكم قصة معاذ بن جبل علم الأمة بالحلال و الحرام .
"أعلمُ أمتي بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ" /محمد رسولُ اللَّه/
لمَّا أشرقتْ جزيرةُ العربِ بنورِ الهدى والحقِّ، كانَ الغلامُ اليثربيَّ معاذُ بنُ جبلٍ فتىً يافعاً.
ميزاته:
كان يمتازُ من أترابِهِ بحدَّة الذكاءِ، وقوَّةِ العارضةِ - قوةُ البديهةِ- ،وروعةِ البيانِ، وعلوِّ الهمةِ. وكانَ إلى ذلكَ، قسيماً وسيماً - جميلُ الملامحِ- أكْحلَ العينِ جعْد الشعرِ برَّاقَ الثَّنايا، يملأ ُ عينَ مجْتليهِ - النَّاظِرِ إليهِ- ويملكُ عليه فؤاده.
أسلمَ الفتَى معاذُ بنُ جبلٍ على يدَي الدَّاعيةِ المكِّيِّ مُصعبُ بن عمير .
فقد كانَ معاذٌ معَ الرَّهطِ الاثنينِ والسَّبعين الذين قصدوا مكَّة ، ليسعدوا بِلقاءِ رسولِ اللَّه صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّم .
قال أنس بن مالك: «جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب وزيد ومعاذ بن جبل وأبو زيد أحد عمومتي». وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي محمد قوله: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة».
ثني النبي محمد على معاذ، فقد روى أنس بن مالك عن النبي محمد قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة». وقال الصنابحي أنه سمع معاذ يقول: «لقيني النبي ﷺ فقال: «يا معاذ، إني لأحبك في الله». قلت: «وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله»». وقال النبي محمد: «معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين».
ولمّا قدمَ الرسولُ الكريمُ على المدينةِ مهاجراً ، لزِمهُ الفتى معاذُ بن جبل ملازمةَ الظِّلِّ لصاحبِهِ ، فأخذَ عنه القرآن ، وتلقَّى شرائعَ الإسلام ، حتى غدا من أقرأ الصَّحابةِ لكتابِ اللَّهِ .
حدَّثَ يزيدُ بن قطيبٍ قال: دخلتُ مسجدَ حمصَ فإذا أنا بفتى جعْد الشعر ، قد اجتمعَ النَّاس حولَهُ. فإذا تكلّمَ كأنَّما يخرجُ من فيه نورٌ ولؤلؤٌ ،فقاتُ : من هذا ؟! فقالوا : معاذ بن جبل.
وروى أبو مسلم الخولانيُّ قال: أتيتُ مسجدَ دمشقَ ، فإذا حلْقةٌ فيها كهولٌ من أصحابِ محمد صلى اللَّه عليه وسلم . وإذا شابٌّ فيهم أكحلَ العينِ برَّاقَ الثنايا ، كلّما اختلفوا في شيءٍ ردُّوهُ إلى الفتى ؛فقلتُ لجليسٍ لي : من هذا؟! فقال: معاذ بن جبل.
وحَسْب معاذ شهادةً أن يقول عنهُ صلواتُ اللَّه عليه : "أعلمُ أمَّتي بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ وحسبُهُ فضلاً على أمَّةِ مُحمدٍ أنَّهُ كان أحدَ النَّفرِ الستّةِ الذين جمعوا القرآنَ على عهد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
ولمَّا جاءتْ رسُلُ ملوكِ اليمنِ إلى رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، تُعلنُ إسلامها وإسلامِ من وراءها ، وتسألُهُ أن يبعثَ معها من يعلِّمُ الناس دينهم انتدبَ لهذهِ المهمِّةِ نفراً من الدُّعاةِ وأمَّرَ عليهم معاذ بن جبل .
وقد خرجَ النَّبيُّ صلوات ربي عليه يودِّعُ بَعْثة النُّور هذه . . .
وطفقَ يمشي تحتَ راحلةِ معاذ ومعاذٌ راكب . . . ثمَّ أوصاهُ النبي وقال له : يا معاذُ إنَّك عسى ألا تلقاني بعدَ عامي هذا . . .
ولعلَّك أن تمرَّ بمسجدي وقبري فبكى معاذ جزعاً لفراقِ حبيبهِ ، وبكى معه المسلمون .
ولما وليَ الخلافةَ عمرُ بن الخطاب رضي اللَّه عنه ؛ أرسلَ معاذاً إلى بني كلابٍ ليقسمَ فيهم أُعطياتهم ، ويوزِّع على فقرائهم صدقات أغنيائهم ، فقامَ بما عُهدَ إليه من أمرٍ وعادَ إلى زوجهِ بحلسهِ - مايُوضعُ ها ظهر الدابة - الذي خرجَ بهِ يلفُّه على رقبتهِ، فقالت لهُ ارأتُه : أينَ ما جئتَ به ممَّا يأتي به الوُلاةُ لأهليهم ؟!
فقال : لقد كان معي رقيبٌ يقظٌ يُحصي عليَّ - يريد به الله- ، فقالت : قد كنت أميناً عندَ رسولِ الله ، وأبي بكرٍ ، ثمَّ جاء عمر فبعثَ رقيباً يُحصي عليك ؟!
وأشاعت ذلك في نسوة عمر ، واشتكتْهُ لهنَّ . . .
فبلغ ذلك عمر ؛ فدعا معاذ وقال : أأنا بعثتُ رقيباً يُحصي عليك ؟!
فقال : لا يا أميرَ المؤمنينَ ، ولكننَّي لم أجد شيئاً أعتذرُ به إليها إلا ذلك . . . فضحك َ عمرُ ، وأعطاهُ شيئاً وقال له : أرضها به . . .
وفي ايامِ الفاروقِ أرسلَ إليهِ واليه في الشّام يزيد بن أبي سفيان فقال: يا أميرَ المؤمنين ، إنّ أهل الشام قد كثروا، فأعنِّي برجالٍ يعلِّمونهم ؛ فدعا عمر النَّفر الخمسةَ الذينَ جمعوا القرآن في زمن النبي الأعظم.
وهم: معاذ بن جبل - وعبادة بن الصامت - وأبو أيوب الأنصاري - وأبيُّ بن كعب - وأبو الدَّرداء وقال لهم : إنَّ إخوانكم في الشامِ قد استعانوني بمن يعلِّمهم القرآنَ ، ويفقِّهُهم بالدِّينِ ، فأعينوني بثلاثةِ منكم ؛ فإن أحببتم فاقترِعوا وإلا انتدبُ ثلاثةً منكم . فقالوا : ولمَ نقترعُ ؟ فأبو أيوب شيخٌ كبير ، وأُبيّ رجلٌ مريضٌ ، وبقينا نحن الثلاثة فقال عمر : ابدؤوا بحمص َ فإذا رضيتم حالَ أهلها ؛ فخلِّفوا أحدكم فيها وليخرجْ أحدكم إلى دمشقَ، والآخرُ إلى فلسطين.
فقام الثلاثةُ بما أمرهمْ عمر . . . ثمَّ تركوا فيها عبادة بن الصامت ، وذهبَ أبو الدَّرداء إلى دمشق ومضى معاذُ إلى فلسطين .
وهناك أصيب معاذ بالوباء.
فلمَّا حضرته المنيَّةُ استقبلَ القبلةَ وجعل يردد: مرحباً بالموت مرحباً . . . زائرٌ جاءَ بعدَ غيابٍ . . . وحبيبٌ وفدَ على شوقٍ . . . ثمَّ جعل ينظر إلى السماء ويقول : اللهمَّ إنّكَ كنت تعلم أنّي لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لغرس الأشجار ، وجري النهار ، ولكنْ لظمأ الهواجر ، وكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالرُّكبِ عند حلق الذِّكر . . . اللهمَّ فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفساً مؤمنةً .
تعليقات
إرسال تعليق