القائمة الرئيسية

الصفحات

عبد الله بن عباس حبر الأمة

  بسم الله نبدأ  . . . 

 

عبد الله بن عباس: 


















  •   معلومات شخصية

الميلاد:3 ق هـ / 618 - 619م مكة

ا الوفاة : 68 هـ / 687م الطائف

الكنية : أبو عبّاس

اللقب : حَبْر الأمّة، تَرجمان القرآن

العرق: هاشمي قرشي

مشكلة صحية : عمى 

الزوجة : حبيبة بنت الزبير، شميلة بنت أبي حناءة ، زهرة بنت مشرح

الأولاد : العباس، والفضل، ومحمد، وعبد الرحمن، وعلي، و لبابة ، وأسماء

الأب : العباس بن عبد المطلب

الأم : لبابة الكبرى

إخوة وأخوات : الفضل بن العباس،  وتمام بن العباس،  وقثم بن العباس،  ومعبد بن العباس،  وعبد الرحمن بن العباس،  وكثير بن العباس،  وأميمة بنت العباس ،  وأم حبيب بنت العباس 

  •  الحياة العملية

العصر : صدر الإسلام

التلامذة المشهورون : عطاء بن أبي رباح،  ووهب بن منبه،  وطاووس بن كيسان،  وأنس بن مالك،  والقاسم بن محمد بن أبي بكر،  ومحمد بن سيرين،  ومجاهد بن جبر،  وبكير بن الأخنس السدوسي  

المهنة :  فقيه - محدِّث - مفسِّر

مجال العمل: علوم القرآن، علم الحديث، الفقه، علوم شرعية

أعمال بارزة: تفسير ابن عباس

"إنه فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول" /عمر بن الخطاب/

هذا الصحابي الجليل ملك المجد من أطرافه فما فاتَه منه شيءٌ فقد اجتمع له مجْد الصُّحبةِ ولو تأخر ميلاده قليلاً لما شرُف بصحبةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجدُ القرابة فهو ابن عم نبي الله صلوات الله وسلامه عليه. ومجد العلم ، فهو حَبر الأمة محمد ، وبحر علمها زاخر.

 ومجد التقى فقد كان صوَّاما  بالنهار قوامّا بالليل، مستغقراّ بالأسحار ، بكَّاء من خشية الله حتى خدَّد الدمع خدّيه.

إنَّهُ عبد الله بن عباس ربَّاني أمَّة محمد ،  وأعلمها بكتاب الله وأفقها بتأويله ، وأقدرها على النفوذ الى أغواره ، وإدراك مراميه وأسراره.

وُلد ابن عبّاس قبل الهجرة بثلاثِ سنوات، ولما توفي الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان له ثلاثة عشرة سنة فقط، ومع ذلك قد حفظ للمسلمين عن نبيّهم 1660 حديثاً أثبتها البخاري ومسلم في صحيحهما.

حدّث عن نفسه قال :  همّ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالوضوء ذات مرة ، فما أسرع أن أعددت له الماء ، فسرّ بما صنعت . . .  ولمّا همّ بالصلاة أشار إليّ أن أقف بإزائه فوقفت خلفه ،فلمّا انتهت الصلاة مال علي و قال : ما منعك أن تكون بإزائي يا عبد الله  ، فقلت : أنت أجلّ في عيني وأعز من أن  أوازيك يا رسول الله.

 ورفع يديه إلى السماء وقال : ((اللهم آته الحكمة)) وقد استجاب الله دعوة نبيه عليه الصلاة والسلام فآتى الغلام الهاشميّ من الحكمة ما فاق به أساطين الحكماء.

 فإليك هذا الموقف من صور حكمته : لمّا اعتزل بعض أصحاب علي وخذلوه  في نزاعه مع معاوية رضي الله عنهما ،  قال عبد الله بن عباس لعليّ رضي الله عنه : ائذن لي ، ياأمير المؤمنين ، أن آتي القوم وأكلمهم. فقال : إني أتخوف عليك منهم. فقال: كلا إن شاء الله .

 ثم دخل عليهم فلم ير قوماً قطُّ أشدُّ اجتهاداً منهم في العبادة.  فقالوا مرحباً بك يا بن عباس. . .  ما جاء بك ؟!

فقال : جئت أحدثكم.

 فقال بعضهم : لاتحدث .

وقال بعضهم : قل نسمع منك. 

أخبروني ما تنقمون على ابن عمّ رسول الله وزوج ابنته ، و أول من آمن به ؟!

 قالوا : تنقم عليه ثلاثة أمور.

قال : وما هي ؟!

 قالوا :.  أولها : أنه حكّم الرجال في دين الله .

وثانيها : أنه قاتل عائشة ومعاوية ولم يأخذ غنائم ولا سبايا. وثالثها : أنه محا عن نفسه لقب أمير المؤمنين مع أنّ المسلمين قد بايعوه و أمّروه.

 فقال : أرأيتم إن أسمعتكم من كتاب الله ، وحدثتكم من حديث رسول الله مالا تنكرونه ، أفترجعون عمَّا أنتم  فيه .

 قالوا : نعم .

ال : أما قولكم :  إنه حكّم الرجال في دين الله  فالله سبحانه وتعالى يقول  :  (يا أيها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاءٌ مثلُ ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) أَنْشُدكم الله ، أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم ، وصلاح ذات بينهم أحقُّ أم حكممه في أرنب ثمنها ربع درهم؟!   فقالوا  : بل في حقن دماء المسلمين وصلاح ذات بينهم  فقال : أخرجْنا  من هذه ؟  قالوا : اللهم نعم  قال : وأما قولكم : إنّ علياً قاتل ولم يسبِ كما سبى رسول الله .

 أفكنتم تريدون أن تسبوا أمكم عائشة وتستحلونها كما تُستحلُّ السبايا؟! فإن قلتم نعم؛ فقد كفرتم . وإن قلتم : إنها ليست بأمكم كفرتم أيضاً ؛فالله سبحانه وتعالى يقول : (النٌبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم) فاختاروا لأنفسكم ما شئتم .

ثمّ قال : أخَرجْنا من هذه أيضاً. قالوا : اللهم نعم.

 قال : وأما قولكم : إن عليا قد مسح عن نفسه لقب إمرةِ المؤمنين ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب من المشركين يوم الحديبية أن يكتبوا في الصلح الذي عقده معهم : (( هذا ما قضى عليه محمد رسول الله)) قالوا :لو كنا نؤمن أنك رسول الله ما صددناك  عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب ((محمد بن عبد الله)) فنزل عند طلبهم وهو يقول :  ((والله إني لرسول الله وإن كذبتموني)).

فهل خرجنا من هذه ؟ 

فقالوا :  اللهم نعم.

 وكان من ثمرة هذا اللقاء ، وما أظهره فيه عبد الله بن عباس من حكمة بالغة و حجة دامغة أن عاد منهم عشرون ألفا إلى صفوف عليٌ ، وأصرٌَ أربعة آلاف على خصومتهم له عناداً وإعراضاً عن الحقٌ .

فهاهو زيد بن ثابت كاتب الوحي و رأس أهل المدينة في القضاء والفقه والقراءة والفرائض يهمُّ بركوب دابته فيقف الفتى الهاشميُّ عبد الله بن عباس بين يديه وقفة العبد بين يدي مولاه ويمسك له ركابه ويأخذ بزمام دابته.

 فقال له زيد :دع  عنك يا ابن عمّ رسول الله.

 فقال ابن عباس : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقال له زيد : أريني  يدك فأخرج له ابن عباس يده فمال عليها وقبّلها وقال : هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا.

 وقد  دأب ابن عباس على طلب العلم حتى بلغ فيه مبلغاً أدهش الفحول ، فقال فيه مسروق بن الأجدع أحد كبار التابعين : كنت إذاا رأيت ابن عباس قلت  : أجمل الناس.

 فإذا نطق قلت : أفصح الناس.

 فإذا تحدّث قلت : أعلم الناس.


ولما اكتمل لابن عباس ما طمح إليه من العلم تحول الى معلم يعلِّم الناس فأصبح بيته جامعة للمسلمين .

وقد غدا ابن عباس ، بفضلِ علمه وفقههِ ، مستشاراً للخلافة الراشدةِ على الرّغم من حداثةِ سنهِ .

 فكان إذا عرض لعمرَ بن الخطاب أمرٌ أو واجهتهُ معضلةٌ دعا جِلَّةَ - شيوخ الصحابة-  الصحابةِ ودعامعهم عبد الله بن عباس فإذا حضرَ رفع منزلتهُ وأدنى مجلسهُ وقال له : لقد أعضل علينا أمرٌ أنت له ولأمثاله وقد عوتب مرة في تقديمه له وجعْلهِ مع الشيوخ وهو ما زال فتىً ، فقال : إنه فتى الكُهول له لسانٌ سؤولٌ وقلبٌ عقول .

 على أن ابن عباس حين انصرف إلى الخاصة ليعلِّمهم و يفقِّههم ، لم ينسَ حقَّ العامة عليه فكان يعقدُ لهم مجالسَ الوعظ والتذكير. 

فمن مواعظه قوله

مخاطبا أصحاب الذنوب : يا صاحبَ الذنب لا تأمن عاقبة ذنبك ، وأعلم أن ما يتْبع الذنب أعظم من الذنب نفسه.

فإنَّ عدم استحيائكَ ممَّن عل يمينكَ وعلى شمالكَ وأنتَ تقترف الذنب لا يقلّ عن الذنب.

ولم يَكُنِ ابن ُعباسٍ منَ الذينَ يقولون مالا يَفْعَلُون ، وينهونَ الناسَ ولا يَنْتَهُون وانَّما كان صوَّام نهارٍ قوامَ ليلٍ.

 أخبرَ عنه عبدُ اللَّهِ بنُ مُلَيكة قال:

 صَحِبْتُ ابنَ عباسٍ رضيَ اللّٰهُ عنه من مَكَّةَ الى المدينةِ، فكُنَّا إذا نَزَلْنَا مَنزِلاً قامَ شَطْرَ اللَّيْلِ والناسُ نيامٌ من شِدّةِ التعبِ.

 ولقد رأيتُة ذاتَ ليلةٍ يقرأ {وجاءت سكره الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد}

 فظلَ يُكرِّرها ويَنْشِجُ حتَّى طلع عليه الفجرُ.

 حسبُنا بعد ذلك كلِّه أن نعلمَ أنَّ عبد الله بن عباس كان من أجمل الناس ، وأصبحِهم  وجهاً ، فما زالَ يبكي في جوف اللّيل من خشية الله حتى أحدث الدّمع الهَتون - الدمع المتصبب بغزارة -  على خدّيه  الأسيلين  - خديه المستويين الناعمين- مجْرَيَين شبهَهما بعضهم بشراكي النعل - سير النعل- .

وقد بلغَ  ابن عباس من مجدِ العلم غايته.

 ذلك أنَّ خليفةَ المسلمين معاويةَ بن أبي سفيان خرج ذات سنةٍ حاجاً.  وخرج عبد الله بن عباس حاجاً أيضاً ، ولم يكنْ له صولةٌ ولا إمارةٌ.

 فكان لمعاوية موكب من رجال دولته .

وكان لعبد الله بن عباس موكبٌ يفوق موكب الخليفه من طلاب العلمِ. 

عمِّر ابن عباس 71سنة ملأَ فيها الدنيا علماً وفهماً وحكمةً وتقىً .

 فلمّا أتاه اليقين - الموت- صلَّى عليه محمد بن الحنفيّة.

 والبقيَّة الباقية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجِلَّة التَّابعين .

وفيما كانوا يوارونهُ تُرابه ، سمعوا قارئاً يقرأ :(يا أيَّتها النفسُ المطمئنةُ ارجعي إلى ربِّك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنَّتي) 

تعليقات

التنقل السريع